top of page

المجاعة.. أمّة المليار أدارت ظهرها لأنين الجائعين

ree

بقلم : هيا العقيل


دعوني أخبركم كيف آلت أحوالنا من أمّة عزّ و كرامة، إلى أمّة أصبحت كغثاء السيل – و أنتم بكرامة


أصبحنا أمة تتقن الفن، و الرقص، و الغناء

و الأكل و الشرب و المنام ..

نعيش كالأبطال في أحلام اليقظة، و لا نفوّت بالطبع أحلام مثلها في الصباح و المساء


تجمعنا راقصة عارية، و "ترند" يسوق القطيع بقطعة شوكولاتة، و دمية صغيرة غريبة الأطوار تزيّن حقائب الكبار قبل الصغار، و رقصة على أغنية ماجنة بحركات أيدي و أرداف و لسان يتحرك كالثعبان لا تمتّ جميعها بصلة لمعنى الحياء..

و لا تجمعنا قضية عادلة إنسانية أبطالها بشر مثلنا يعانون الجوع، و القهر، و الظلم، و الاستبداد، و الحرمان


نفلح بتصوير الموائد، و الطعام فيها عامر ..

و جيران لنا في الخيام يتضوّرون جوعا و يذوقون ألوان المرار


و أطفالنا تلعب و تتخيّر أطيب الطعام، و تضرب بأيديها الطاولة تبكي لأن "الباستا" ليست في قائمة الطعام ..

و أطفال صغار هناك يحاولون سدّ رمق جوعهم بسفّ التراب لأنه قد تخلّى عنهم الكبار قبل الصغار من أمّة المليار



نحن أمّة نفلح بالأكل حتى التخمة :


أكل لحم بعضنا البعض بالغيبة و النميمة

أكل أحلام بعضنا البعض

أكل ثقة بعضنا البعض

أكل أموال بعضنا البعض

أكل حقوق بعضنا البعض


و لا نفلح بإعطاء حليب لطفل رضيع جفّ لحمه و وهن عظمه من قلّة الشراب و الطعام


و لا نفلح بإعطاء حليب لطفل رضيع جفّ لحمه و وهن عظمه من قلّة الشراب و الطعام

هم بطونهم جوعى .. نعم، لكنهم متخمون بالعزّة، و الكرامة، و الإباء ..

و نحن بطوننا ملأى .. نعم،  لكننا نعاني من نقص حادّ في معاني الانسانية و النخوة و الضمير، و منذ زمن تبرأت منا معاني الكرامة و الحياء


نفلح بالكلام، و الكتابة، و الشعارات الرنانة

التي لا تُسمن و لا تُغني من جوع في عزّ المجاعة ..

لكن ما باليد حيلة، و كيف لا و قد أصبحنا أمة أقرب للبلاهة


ممتلئون إنسانية رغم أن بطونهم فارغة .. أما نحن فبطوننا متخمة تطفح، و إنسانيتنا تلوّح لنا في الأفق أنْ ... مع السلامة


و نكتشف في النهاية أننا نحن من يعاني حقا من .. المجاعة


و نكتشف في النهاية أننا نحن من يعاني حقا من .. المجاعة

"نحن ولا شك نعيش في زمن  الدجال .. وإن لم يظهر الدجال بشخصه فهو موجود في كل مكان في العالم .. بفكره وحيله وأساليبه وفلسفته ..

‏ولم يبق إلا أن يعلن عن نفسه وتبدأ أحداث النهاية .." -مصطفى محمود


و صدق المتنبي حين قال :


أغاية الدين أن تحفوا شواربكم ... يا أمّة ضحكت من جهلها الأمم



و السلام!


 
 
 

Comments


Subscribe Form

Thanks for submitting!

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • Instagram

©2020 by Haya Alaqeel. Proudly created with Wix.com

bottom of page