و في الليلة الظلماء يُفتقد ..أبي
- Haya Alaqeel
- Sep 15, 2020
- 2 min read
Updated: Jan 8, 2021
بقلم : هيا العقيل

صورة تعبيرية
لو كان في ليلي بدر لكنت أنت بلا منازع، ولو كان في حياتي شمس فهي أنت بلا منازع أيضاً..
بلا مقدمات طويلة ولا تبهيرات كتابية وتجميلية وإملائية أقول: إنّي أحبك وأفخر بحبك وأفخر بدمائي التي نبعت من روحك وجسدك الطاهر، فكنت لي كما أقول دوماً: أبي يا فخراً يسري في عروقي.
وما عروقي إلا فرع لجذورك، وما أنا إلا نقطة في فضاء روحك النقية المعطاء الرحيمة في زمن باتت فيه هذه المعاني شحيحة نادرة. وما أنا إلا الابنة التي لم ولن تشبع من صوتك، وكلامك، ورائحتك، وحنانك، لا لتقصير منك بل لتعطشي الدائم لقربك وحبك وعطفك يا أبي.
يدك الجميلة العطوف، وتفاصيلك الأنيقة، وتجاعيد السنين التي تشهد على جمال سنوات عمرك في الخير للجميع. حضنك الدافئ، وصوتك الحاني، وتظاهرك بعدم الشوق رغم المسافات والشوق لا يليق إلا لأمثالك وبأمثالك، والحب لا يفنى لمن كان حبّه أنت و المشاعر لا تتضب إن كان مصدرها أنت.
كثير من الأشياء حولنا قد تكون جميلة ولكنها أيضاً قد تتغير وتتبدل مع الأيام أو تزيد أو تنقص، إلا حبك أنت في ازدياد لا يتغير ولا يتبدل وليس له مثيل ولا شبيه ولا أصل ولا تقليد،
فأنت الأصل والأصل أنت وأنت الحب والحب أنت..
علمتني الكثير الكثير لا بكلامك بل بكثرة صمتك؛
فصمتك موافقة تارة، وتارة تجنباً للمواجهة لحفظ الودّ أو إعطاء الفرصة لمراجعة النفس، وتارة تأديباً، وتارة إعجاباً، وتارة عقاباً، فلصمتك قصص وحكايات لا يفهمها سوى من عايشك في سائر حالاتك. كلامك عبادة لجماله وأناقته ورتابته ورقيّه، وكأن الحروف قد تشربت عطراً فاحت رائحته بمجرد أن تنبس شفتاك بها فما زادها ذلك إلا جمالاً وأناقة و فخامة،
إن مرضت قلت لنا: أنا كالحصان، وعيناك من الألم تصرخ بصمت أن لا تصدقوه فهو صابر، مكابر، شاكر، حامد، لا يسأل غيرالله الشفاء والعون.
إن حزنت لفراق أو مصيبة أو بلاء قلت: هذه الدنيا ممر ومعبر للدار الآخره وما عند الله خير وأبقى، ما أكثر نعم الله علينا والحمدلله على كل حال.
ما سمعتك اشتكيت قط فإما أن تُغيّر ما يتغيّر أو أن تصبر على مالا يتغيّر،
إيجابي ليس على لسانك أكثر من الحمد والذكر والكلام الذي يبعث في النفس السرور والانشراح.
لو كان هناك مدرسة للأبوة لكنت أنت المعلم الأجدر فيها، تُعلّم الجيل القادم معنى الأبوة التي باتت تُفتقد في كثير من البيوت.
أحبك كثيراً ولن أنتظر أن أرحل أو ترحل أو نرحل معاً حتى أخبرك بهذا الكلام، فلكَم ندم الأحياء على كلام لم يقولوه بحجة الخجل والحياء، فلا كان هو خجلاً ولا هو حياء بل كان هباء في هباء حتى أصبحوا تحت التراب بلا حراك.
لك مني كل الورود الملونة في هذه الدنيا بجميع الألوان وليست فقط الحمراء..
لك مني كل كلمات الحب في جميع معاجم لغات العالم، وتلك التي هي في قلوب المحبين والمتيّمين و العشّاق..
لك مني كل شوق اشتاقه حي لحيّ، أو حيّ لميّت، أو ميّت لحيّ..
لك مني مشاعر لم و لن تنضب حتى و إن جفّت عروقي في قبري..
لك مني قبلات و أحضان لا تنتهي..
فأنا بك لست معجبة فحسب، أنا معك أصل حد الانبهار!
و للكلام في حُبّك بقية لا تنتهي و إن جفّت الأقلام..
Commenti