لن ينهض بك .. إلا أنت
- Haya Alaqeel

- Jul 27, 2021
- 2 min read

في لحظات الفرح ستجد الكثيرين حولك،
و في لحظات الحزن لن تجد إلا النخبة من أولئك الكثيرين الذين قد كانوا يوما ما حولك
و تمر الأيام..
و قد تنسى الكثيرين ممن شاركك الفرح، لكنك يستحيل أن تنسى من شاركك الألم، من سندك عندما هممت بالوقوع، من رممك لحظة انهيار جزء منك، من ربّت على كتفك و دفعك للأمام بكل قوته، من لم يذق طعم الراحة لأنك لم تشاركه إياها. هو نفسه الذي نسي بعد ذلك كل ما قد فعله لك، لأنه لا يريد مقابل عليه، ففعله هو جزء منه، هو رد فعل طبيعي من إنسان أصيل مخلص لا ينتظر منك المقابل عليه
لكن الواقع أنك بوجود جميع هؤلاء و هؤلاء، و في جميع اللحظات خاصة الحزين منها التي ستجد حولك نخبة البشر و النبلاء منهم فقط فإنه لن ينهض بك أحد إلا أنت، و لن ينتشلك من الحزن أو البؤس أو الألم أو مما لا تريد أن تكون فيه إلا قرار صادر منك أنت وحدك. و لن تذوب في لحظات الفرح و السرور و تستمتع باللحظة الرائعة إلا بقرار نابع من داخلك أنت أيضا
لا تنتظر أحدا يقينا لن يأتي ليصبّ في قلبك السعادة ثم يمشي، كيف تصب شيئا في وعاء مغلق و تنتظر أن يمتلأ دون أن يفتحه صاحبه بقرار منه! و لا تنتظر أحدا لينتشلك مما قد أغرقتك الظروف فيه أو مما قد أغرقت أنت نفسك فيه - بوعي أو بلا وعي منك- دون أن تمد يدك لتمسك بيده و تنجو من الغرق الذي يلتهمك
تمسَّك بلحظات السعادة و الفرح، و اعلم أنها لن تزيد و تتكرر إلا بإرادتك و بلمساتك الخاصة عليها، و بزركشاتك التي تحمل طابع روحك المميز الذي ليس له مثيل في جميع أرجاء المعمورة، تمسّك ببقايا الأمل و لا تفرّط بها في لحظات ضعفك فمن ذا الذي لا يمر بها إنها سنّة الحياة، و أطلق العنان لما تبقّى داخلك من تفاؤل و إيجابية علّها تسعفك في لحظات الانهيار الذي لا بد و أن يباغتك في طريق الحياة
ذاك الانهيار الذي لا يسمع دويّه أحد سواك، و لا يتساقط على كيان أحد سواك أيضا
مهما حاولوا إسعادك فلو كان داخلك خاويا فمحاولاتهم لن تغدو أكثر من لحظات بائسة في إحياء أرض بور، لن تغدو أكثر من أصوات تحيط بك تنبع من خارجك تردد ألحان السعادة لك، لكن داخلك يردد صدى كل ما لا يمت للسعادة بصلة
و اعلم أنهم مهما حاولوا مواساتك في لحظات ضعفك أو انهيارك أو تراجعك، فقد تجد في كلماتهم بذور الأمل لكن إن أنت لم تقرر أن تزرعها في روحك و تسقيها من جهدك حتى تزهر و تثمر فأنت كالذي استمتع بشربة ماء باردة في حرّ الصيف ثم ما لبثت أن ذهبت لذّتها مع أول شعور بالحرّ و العطش
اسقِ بذور الأمل في نفسك و بنفسك، و انثرها في قلوب من حولك علّها تزهر في قلب أحدهم فيزهر حاضره و مستقبله، فتكون أنت الذي رميت لكنه هو من سقى و رعى و اعتنى
كن أنت ذاك الشخص للجميع (إن استطعت) .. لكن لا تنتظر أحدهم أن يكون هذا الشخص لك، لأن أمثالهم موجودون..
لكنهم جدا نادرون !








Comments